وقَّع الأستاذ الدكتور هشام الديب، رئيس معهد بحوث الإلكترونيات، والأستاذ الدكتور محمد بيومي زهران، رئيس هيئة الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، بروتوكولًا للتعاون المشترك،
يأتي توقيع البروتوكول لتفعيل مفهوم المشاركة والتعاون وتكامل الجهود العلمية بين مختلف مؤسسات البحث العلمي بالدولة، انطلاقًا من أن الهيئة هي إحدی الجهات العلمية الرائدة في تنفيذ الدراسات العلمية باستخدام أحدث التقنيات العلمية والتي تستخدم تكنولوجيا الاستشعار من البعد، ونظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها والمتابعة المستمرة بالأقمار الصناعية، واستنادًا إلى أن معهد بحوث الإلكترونيات أحد أهم وأبرز المعاهد البحثية في مجال الإلكترونيات ونظم الطاقات المتجددة وتطبيقاتها، ونظم المعلومات والاتصالات وتوطين التكنولوجيا واستخداماتها في مصر حالياً.
وتضمن البروتوكول، عدة مجالات للتعاون المشترك منها تبادل الخبرات والاستشارات الفنية والعلمية لدى الطرفين، وتعظيم الإستفادة من المعامل البحثية التابعة للجهتين والمشاركة في مشاريع بحثية في مجال الطاقة والمياه والزراعة وغيرها من المجالات المشتركة، وتشجيع نظام الإشراف العلمى المشترك، وعقد دورات تدريبية وتبادل الباحثين والأساتذة من الجهتين كلًا في مجاله.
كما اتفق الطرفان أيضًا على التعاون في مجال إنشاء وإدارة الحاضنات التكنولوجية والشركات الناشئة، وتقديم الدعم الفني والتقني في المجالات المختلفة لعمل الجهتين، وتبادل الخبرات والبحوث والدراسات التطبيقية والنشرات والدوريات العلمية، بالإضافة إلی سلسلة من الندوات وورش العمل والمؤتمرات المشتركة للتسويق للأفكار الجديدة والمتميزة من خلال التعاون المثمر بين مكتبي دعم الإبتكار ونقل وتسويق التكنولوجيا بكلا الجهتين، والتي تؤثر إيجابًا في الأنشطة الخاصة بكل طرف.
وكان باكورة ما أثمر به هذا البروتوكول هو إبرام عقدين لمشروعين مشتركين بين الهيئة و المعهد توظف فيهما كل جهة ما لديها من خبرات علمية و بحثية و تطبيقية، و يتعلق المشروعان بواحد من أهم القطاعات التي تساهم في اقتصاد مصر و يندرج تحت أولويات الخطة القومية للدولة ألا وهو القطاع الزراعى. و من منطلق أن الزراعة ليست بعيدة عن التكنولوجيا الحديثة و العالم يسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مجال الزراعة بل و تسعى الحكومة المصرية دائما و تتخذ خطوات جادة لتنفيذ محاور رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، و بما أن الزراعة الدقيقة تعد عنصر هام فى الاستدامة الزراعية، فقد تم توجيه المشروعين لتنفيذ نظام متكامل للزراعة الدقيقة قائم على تكنولوجيا إنترنت الأشياء أحد ركائز الثورة الصناعية الرابعة و التى تعد أداة هامة لتحقيق الاستدامة.
المشروع الأول تحت مسمى ” تطوير نظام دعم اتخاذ القرار الالي للزراعة الدقيقة” حيث ان الباحث الرئيسى للمشروع من الهيئة :أ.د.م/ السيد سعيد محمد و الباحث الرئيسى من المعهد : أ.د/ شيرين محمد عبد القادر. ويعنى هذا المشروع بتصميم و تنفيذ تطبيق برمجى عبر شبكة الانترنت للزراعة الدقيقة يتيح المتابعة المستمرة الفورية للأرض الزراعية و يساعد على دعم اتخاذ القرار الزراعى بطريقة ذكية كأحد تطبيقات انترنت الاشياء. أما المشروع الثانى تحت مسمى ” أنظمة الزراعة الذكية بالمزارع الصغيرة إعتمادًا على إنترنت الأشياء وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات ” حيث ان الباحث الرئيسى للمشروع من الهيئة : أ.د / عبد العزيز بلال عبد المنطلب بلال و الباحث الرئيسى من المعهد : أ.د/ يسري عبد الجواد عطية. حيث يهتم هذا المشروع بتنفيذ جزء النظام الموجود بالحقل و يمثل أجهزة استشعار تنشر فى الأرض الزراعية و تنقل البيانات عبر الإنترنت.
يساعد النظام على اكتشاف وجود خطر على المحصول و ربما منعه أو معالجته أوتوماتيكيا، تحسين و ضبط الظروف البيئية المناسبة لنمو النبات، إكتشاف الآفات و أمراض النبات مبكرا أو الظروف البيئية التى تساعد على تواجدها لمنع حدوثها، تحديد الطرق الأنسب للرى و التسميد و رش المبيدات، توقع حالة الطقس، و غير ذلك من الإمكانات التى تتيحها أنظمة الزراعة الدقيقة و تجعلها وسيلة بالغة الأهمية للحفاظ على المحاصيل و حمايتها، زيادة الإنتاج و تحسين جودته، زيادة الصادرات الزراعية و بالتالى تقليل الواردات، استخدام الموارد بفاعلية، و تقليل تكلفة الإنتاج.
سوف يتم عمل تكامل بين مخرجات المشروعين بعد الانتهاء منهما لإخراج النظام المتكامل الذى يمكن تطبيقه مباشرة على أرض الواقع فى الحقول و الصوبات الزراعية. و الجدير بالذكر أن الجهات المستفيدة بالنظام تضم أصحاب المزارع الخاصة و الأراضى الزراعية التابعة للدولة، و كذلك الشركات الخاصة التى تعمل بمجال الزراعة.