مؤتمر يدعو للزراعات المحمية: إنتاج 50 ألف فدان صوب طماطم يعادل محصول 450 ألف فدان أراضى مكشوفة

نظمت شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث المؤتمر الدولي حول “التكنولوجيات المتقدمة وتطبيقاتها في الزراعة”، تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والدكتور محمد عبد العاطى وزير الري والموارد المائية، والدكتور خالد فهمى وزير البيئة، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا، والدكتور أشرف شعلان رئيس المركز، والدكتور وفاء حجاج القائم بأعمال رئيس الشعبة.

وقال الدكتور محمد عبد المطلب، وزير الموارد المائية والري السابق خلال المؤتمر، انه فى ظل الثورة الزراعية التى نشهدها وزراعة المليون ونصف مليون فدان، فانه تتوفر لدينا المياه السطحية والجوفية التى تغطى الاحتياجات المطلوبة، لكن هناك حاجة ماسة الى استخدام التكنولوجيا لايجاد محاصيل تستهلك مياه اقل وتتحمل الملوحة، والاتجاه لزراعة حاصلات عالية القيمة الاقتصادية.

واكد الدكتور محمود صقر رئيس اكاديمية البحث العلمى، ان مصر لديها رؤية واضحة وخطة فى مجال البحث العلمى الزراعى، وان هناك استراتيجبة وبرامج تنفيذية قومية للنهوض بهذا القطاع، كما يتوفر التمويل الجيد لكل بحث علمى جيد.

واضاف، ان اداء القطاع الزراعى قد شهد تطورا كبيرا، وان البحث العلمى يركز على عدة اهداف لمعاونة مؤسسات الدولة فى الوصول للاكتفاء الذاتى من الغذاء ليتجاوز 80% من خلال مجموعة من البرامج المحددة، والتى لها تمويل محدد، ومنها زيادة انتاج الغذاء فى مصر.

واشار الى القمح كنموذج، حيث هناك فرصة لزيادة انتاج الفدان بحوالى 3 اردب عن الانتاجية الحالية بسهولة لو تم تطبيق مخرجات البحث العلمى، بالاضافة الى مشروعات كفاءة استخدام الموارد واستنباط الاصناف والاعتماد على المحاصيل غير التقليدية خاصة الاعلاف، فضلا عن الاهتمام بتوظيف الابتكار فى مجال الزراعة بمجالاته المختلفة، مؤكدا على ان الفترة المقبلة، ستشهد حملة قومية لتحديث الخريطة السمادية لتحديد الاحتياجات المثلى للمحاصيل فى مصر.

واشار اشرف شعلان، رئيس المركز القومى للبحوث الى اهمية المهرجان التسويقى الذى يقام على هامش المؤتمر لعرض العديد من المخرجات البحثية الجاهزة للتطبيق أمام رجال الاعمال ومتخذى القرار، مشيدا بقدرة الشعبة الزراعية بالمركز على نيل الثقة من الجهات التنفيذية للدولة وحصول معاملها على الاعتماد للرقابة على الصادرات والوردات.

واكد الدكتور ايمن فريد ابو حديد وزير الزراعة الاسبق على انه لا مفر من تطبيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات التى تواجهنا فى هذا المجال، مشيرا الى اننا نستورد من 40 الى 50 % من غذائنا، فى حين نفقد من 20 الى 50% من المنتجات الغذائية، مما يتطلب دراسة اهمية ايجاد التوازن وتقليل الاحتكارات فى هذا المجال.

واشار الى ان التعامل مع نقص المياه المتزايد هو احد التحديات فى ظل التغيرات المناخية المحتملة، وانه يجب عدم الانتباه للدعوات بخفض مساحات الأرز والتى نحتاج اليها لمواجهة تملح التربة من جهة وكمحصول غذائى هام لا يقل اهمية عن القمح من جهة اخرى.

وتساءل كيف يكون لدينا تنمية حقيقية، وليس لدينا بنك معلومات أو خريطة توضح اماكن تواجد المياه الجوفية وامكانية الاستفادة منها؟، مشيرا الى ضرورة الاهتمام بزراعة الحاصلات ذات العائد النقدى المرتفع خاصة فى المناطق الجديدة، والاهتمام بالمحاصيل التصديرية كالخرشوف والاسبرجس التى تحتاجها ايطاليا بكميات كبيرة، وانه بتقسيم مصر الى اقاليم مناخية سنتمكن من تحديد انسب الاماكن لزراعة هذه الحاصلات فى الوادى والدلتا.

وطالب بضرورة الاتجاه نحو استخدام طرق التربية الحديثة والسريعة كالهندسة الوراثية لاختصار الوقت، مشيرا الى ان جميع كميات الذرة التى يتم استيرادها من الولايات المتحدة مهندسة وراثيا، وانه من الاولى ان نمكن معاملنا من استخدام هذه التقنيات، حتى نحافظ على الانتاجية المرتفعة للمحاصيل الزراعية من وحدة الفدان فى ظل الزيادة السكانية المضطردة.

وطالب بضرورة الاهتمام بالزراعات المحمية التى يمكن ان تحل كثيرا من مشاكل القطاع الزراعى مثل توفير الاعلاف بالاتجاه لانتاج الاعلاف الخضراء من استنبات البذور وتوفير مساحات البرسيم لزراعة العدس والفول، فضلا عن توفير المساحات التى تزرع بالطماطم سنويا وتصل الى 450 الف فدان (حيث يتم انتاج 20 طن للفدان والـ م3 من المياه يعطى 4 كيلو طماطم) فى حين ان الزراعة فى الصوب ستمكنا من انتاج 40 الى 45 كجم طماطم من الـ م3 من المياه كما سنستطيع توفير الكميات المطلوبة سنويا من الطماطم من زراعة 50 الف فدان صوب بدلا من 450 الف فدان اراضى مكشوفة.

واشارت الدكتورة وفاء محمد حجاج القائم بأعمال رئيس الشعبة التغيرات الجذرية التى يشهدها العالم والمتعلقة بالتغيرات التكنولوجية المعاصرة المتسارعة والعميقة فى الزراعة سيكون لها دور لتحقيق التقدم فى مجالات الأقتصاد الزراعى والقومى، ومن هنا كانت اهمية المؤتمر الذى يتناول ثلاثة محاور وهى المستقبل للتكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا المتطورة الحديثة للتنمية، والابتكار لتطوير الاعمال والاستثمار.