المركز القومى للبحوث: تكنولوجيا حيوية بنباتات مائية توفر الأمان البيئى للوطن

2017-636263311494592692-459بمشاركة 200 باحث من مصر، قاموا بعرض 76 بحثاً، متضمنة موضوعات مهمة مثل: التنمية المستدامة، وحماية التنوع البيولوجي، والتغيرات المناخية، وتأثيرها على التنوع البيولوجي،وسبل الحد منها، ومشكلات المياه، وطرق معالجتها، وتقويم وإدارة المخاطر البيئية المرتبطة بتلوث المياه والأحياء المائية، وأخيراً رصد تلوث الهواء، وتكنولوجيا الوقاية منه.. بدأ المؤتمر الدولى الثالث للتكنولوجيا الحيوية والأمان البيئي، بالمركز القومى للبحوث، أعماله، أمس الأول الاثنين، استكمالا لاحتفالية المركز، بالعيد الستين لتأسيسه.

استهدف المؤتمر، تحت رعاية الدكتور أشرف شعلان، رئيس المركز، طرح هذه الموضوعات، ومن خلال أعمال المؤتمر المختلفة؛ توفير فرصة احتكاك بين شباب العلماء العاملين فى مجال التكنولوجيا الحيوية والأمان البيئي، وكبار المتخصصين فى هذا المجال من مصر والعالم.

مجموعات بحثية

شارك فى أعمال المؤتمر مجموعات بحثية عدة منها المجموعة البحثية للدكتور مدحت أحمد عبد الخالق إبراهيم، رئيس قسم الطيف بالمركز القومى للبحوث، وقدمت عدداً من البحوث المهمة، من ضمنها بحوث تطبيقات النمذجة الجزئية فى مجال البيئة.

وناقش أحد البحوث التى قدمها كل من: الدكتور أسامة عثمان، الأستاذ بقسم الطيف، والدكتور حنان الحايس، رئيس قسم الفيزياء بكلية البنات بجامعة عين شمس، عرض طرق جديدة باستخدام النمذجة الجزيئية لفهم الطريقة، التى تقوم من خلالها النباتات المائية بإزالة الملوثات من البيئة، بهدف إعداد مركبات تحاكى ما تقوم به النباتات المائية، وتركيبها الجزيئي، ودور الروابط المميزة بها.

مركبات جديدة

وتعتمد تقنيات النمذجة الجزيئية على برامج الكمبيوتر التى تستخدم ميكانيكا الكم فى إعداد تصورات جزيئية عن تركيب المواد، مع ربط هذه التصورات بالنتائج المعملية التى إما أنها تفسر نتائج تم الحصول عليها قبلاً، أو أنها تكون بداية للحصول على مركبات جديدة بصفات جديدة.

والهدف من هذه الدراسات فى مجال البيئة هو إعداد مركبات تحاكى فى تركيبها التركيب الجزيئى للنبات، وتحافظ على ميزات النباتات المائية، مع تلافى أضرارها الجانبية مثل امتصاص الماء والأوكسجين من البيئة المائية. وقد تم ذلك من خلال إعداد مركب به مجموعات فعالة، وذى مساحة سطح كبيرة، ويلتقط الملوثات، ولا يمتص مياها أو أوكسجينا.

واستكمالاً لهذا العمل، قدم الدكتور مدحت أحمد عبد لخالق إبراهيم، بحثاً حول آخر المستجدات فى مجال تعديل التركيب الجزيئى للنباتات المائية، مثل نباتات ورد النيل بهدف الحصول على مركبات صديقة للبيئة مستخلصة منها، يمكنها مكافحة التلوث بالمعادن الثقيلة من البيئة المائية، بدون أى أضرار جانبية.

وهو الموضوع الذى حصل الفريق البحثى بموجبه على براءة اختراع، بمشاركة الدكتورة حنان عبد الرحمن، رئيس قسم بحوث تلوث المياه، والدكتورة نبيلة عمار، الأستاذ المساعد بقسم بحوث تلوث المياه، والدكتور وليد مسعد، الباحث بقسم الطيف. ويقوم الفريق البحثى الآن، بالتعاون مع مجلس العلوم الإيطالي، بإعداد مركبات مستخلصة من النباتات المائية، ومن بعض المخلفات الأخرى، التى تشمل مخلفات زراعية طبيعية، بهدف إعداد مركبات رخيصة التكلفة، وصديقة للبيئة، تعالج التلوث الصناعى بالمعادن الثقيلة، ويمكن إعادة استخدامها مرات عدة.

ومن شأن هذا الموضوع إعداد طريقة مصرية خالصة، للتخلص من المخلفات التى تُعتبر فى حد ذاتها مشكلة بيئية، ويمكن عن طريقها تطويعها، والحصول على منتج منها، بإكسابها مواد فعالة، وتحضيرها على شكل كريات ذات مساحة سطح كبيرة تُستخدم كوسيلة فعالة لإزالة التلوث الصناعي، وبالتالى يمكن الحصول منها على مواد ذات فائدة بدلاً من كونها عبئا بيئيا يجب التخلص منه.

وتكلف نباتات ورد النيل الدولة، سنوياً، مئات الملايين من الجنيهات للتخلص منها، وعند تطبيق نتائج هذه الدراسات يمكن أن تكون المركبات التى يتم الحصول عليها من نباتات ورد النيل حلاً لهذه المشكلة، خصوصاً أنه أمكن الحصول على كريات ذات تكلفة اقتصادية منخفضة.

إزالة بلا أضرار

وأمكن، مع الفريق الإيطالي، برئاسة باولا جريني، أيضا، استخدام هذه المركبات فى بيئة مائية لمدة ستة أشهر، بدون حدوث أى أضرار بيئية، بمعنى أنها تقوم بإزالة المعادن الثقيلة، وتحتفظ بها لحين استخلاصها منها، وإعادة استخدامها مرات عدة، ولا يحدث تكسير فى البيئة المائية، بما يعنى ثباتها، على أنه يجرى تجربتها فى ظروف بيئية صعبة، لضمان ثبات تركيبها.

ويُذكر أيضاً أنه يتم تطوير تقنيات رخيصة لتحضير المواد النانومترية، واستخدامها لتكسير المركبات العضوية، بهدف استخدام ضوء الشمس كعامل حافز فى تقنية التكسير، لذا سيتم استخدام تقنية النانو فى إعداد أكاسيد نانومترية، يمكنها تكسير المركبات العضوية، مع تقديم طريقة بالنمذجة الجزيئية، توضح الآلية التى تقوم بها المادة النانومترية بعملية التكسير.