معهد بحوث البترول: مواصفات قياسية لمخلفات البترول قبل تدويرها لحفظ البيئة

شهد المؤتمر البترولى الدولى العشرون، لمعهد بحوث البترول، بالقاهرة، حديثا، عرض أبحاث علمية جديدة، والتوصية بإنشاء مجلس متخصص لبحوث البترول فى الوطن العربى، على غرار المجلس العالمى، بهدف تبادل الخبرات، وبناء جيل عربى من الباحثين فى مجال البترول والغاز والبيئة،

مع تذليل العقبات ودعم الأبحاث والدراسات لحل مشكلات البترول والتلوث البيئى، وإصدار مواصفات قياسية للمواد والمخلفات المعاد تدويرها، حفاظا على البيئة.

أقيم المؤتمر تحت شعار: «البترول والثروة المعدنية والبيئة»، تحت رعاية وزيرى التعليم والبحث العلمى، والبترول والثروة المعدنية، بمشاركة منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (الأوابك).

وفى البداية، أشار الدكتور ياسر مصطفى، نائب رئيس المعهد ومقرر المؤتمر، إلى أن المؤتمر قدم أفكارا ورؤى لمناقشة العديد من القضايا المهمة فى مجال البترول وصناعاته مع وضع الجانب البيئى فى أولويات تلك الأبحاث والدراسات.

وأوضح أنه تم عبر 160 بحثا، فى إطار 30 جلسة، مناقشة موضوعات عدة تنبثق من محاور المؤتمر، وتتمثل فى الكيمياء الخضراء وتطبيقاتها، والعلوم النانونية وتطبيقاتها، والطاقة الجديدة والمتجددة، والوقود الحيوى وتطبيقات التكنولوجيا الحيوية فى مجال البترول، وتكرير البترول والتلوث البيئى ومعالجته، وإنتاج الهيدروجين والطاقة الشمسية.

وشارك فى المؤتمر وفود من دول عدة هى السودان والهند ونيوزيلندا وماليزيا وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية.

الوقود الحيوى

ومن جهتها، عرضت الدكتورة نور الجندى رئيس معمل التكنولوجيا الحيوية بالمعهد، بالمشاركة مع الباحث رمضان سليمان، دراسة عن إنتاج الوقود الحيوى السائل كبديل للسولار والبنزين المنتج من الطحالب البحرية الكبيرة، التى ثبت احتواؤها على نسبة عالية من المواد الكربوهيدراتية، فضلا عن توافرها فى البيئة المصرية بشواطىء البحرين الأحمر والأبيض المتوسط.

خلط واستفادة

أما المهندسة راندا عثمان، بالمركز القومى للبحوث، فقدمت دراسة عن عملية الهضم اللاهوائى لخلط المخلفات الزراعية مع روث البقر من أجل إنتاج الغاز الحيوى من خلال تطبيق ذلك باستخدام قش الأرز مع روث البقر، وبعض المواد الصلبة من المخلفات، لتخليق غاز الميثان، واستخدامه فى الطاقة.

وقدمت المهندسة إيمان محمد، الباحثة بالمعهد، أيضا، ورقة بحث لدراسة تهدف إلى الاستفادة من استخدام مياه الصرف الصحى مع بعض مصادر النيتروجين المختلفة كاستراتيجية لتقليل تكلفة إنتاج وقود الديزل الحيوى من الطحالب.

تنويع المصادر

ولتعميم مفهوم الطاقة النظيفة قدمت الدكتورة عزة أحمد بشركة الإسكندرية للبترول ورقة بحث تناولت دراسة مقارنة تحليلية بين الطاقة المنتجة من البترول والطاقة المنتجة من المصادر المتجددة أجرتها فى مصر وبعض البلدان العربية لوضع استراتيجيات لمواجهة نضوب البترول.

وتوصلت الدراسة لضرورة تنويع مصادر الطاقة ما بين 6% من الطاقة النووية، و8% من طاقة الرياح، و12% من المياه، و18% من الشمس، و58% طاقة حرارية، مع حلول عام 2030.

تعاون مع أمريكا

ولتعميق مفهوم ترشيد الطاقة، قدم المهندس أشرف غالى، بحثا تطبيقيا بالمشاركة بين كلية الاتحاد بنيويورك بأمريكا والمركز القومى لبحوث البناء والإسكان، وضع فيه تصميما للطرق والمبانى لتحقيق الاستدامة، وتوضيح نظم المرافق والبنية التحتية للمبانى صديقة البيئة وفق نظام تقويم الاستدامة. من جهتها، عرضت المهندسة إسراء غريب، الباحثة بالمعهد، بحثا تطبيقيا لزراعة أنواع معينة من النباتات التى يمكن الاستفادة منها فى استخراج الوقود الحيوى، وهى نباتات لا تحتاج إلى تسميد، بل تعتمد على كميات قليلة من المياه لزراعتها، ويمكن ريها بمياه الصرف الصحى، كما يمكن زراعتها فى الأراضى الجافة وشبه الجافة.

آمال.. وتوصيات

وفى ختام المؤتمر، تضمنت التوصيات، التى أعلنها الدكتور أحمد الصباغ رئيس المعهد والمؤتمر، ضرورة دخول المعهد فى مجال (G T L) لتحويل الغاز إلى وقود نظيف لتحويله لوقود خال من الكبريت والنيتروجين، وكذلك تطوير صناعة البتروكيماويات، مع التأكد من استرجاع وإعادة استخدام المخلفات البترولية من زيوت التزييت.