تدوير المخلفات قضية تزداد أهميتها مع التفاقم المطرد لأزمة المخلفات فى مصر، خاصة فى قطاع البترول، لهذا أصبحت عملية تدويرها مهمة جدا لخدمة هذا القطاع، ومن هنا نجح بحث مصرى فى استخدام عظام الحيوانات لإنتاج وقود عضوي.
فى البداية توضح الدكتورة نور شفيق الجندى، رئيس معمل التكنولوجيا الحيوية بمعهد بحوث البترول، أن المخلفات العضوية تمثل نحو60% من إجمالى المخلفات فى مصر، وأن القمامة تخرج من المنازل والفنادق والمطاعم فضلا عن المخلفات الزراعية والصناعية.
وتضيف: «لهذا أجريت فى المعمل تجارب عدة؛ للاستفادة من تلك المخلفات الزراعية، وأيضا الزراعية الصناعية، لحماية أنابيب البترول من الصدأ، باستخدام تكنولوجيا النانو؛ لإنتاج مواد نانوية من قشر البرتقال واليوسفى والبصل والثوم، بهدف إنتاج مواد مضادة للصدأ باستخدام تقنية بسيطة دون إدخال أى من الكيماويات المضرة بالبيئة».
وتتابع أنه تمت كذلك الاستفادة من قشر البيض وقشريات الأسماك، التى تخرج كمخلفات من مطاعم الاسماك، مثل الكابوريا، لإنتاج محفزات عضوية بديلة للمحفزات الكيماوية، التى يتم استخدامها فى إنتاج الديزل (الوقود) الحيوى.
وتضيف: هذا يجعلنا نشير إلى ضرورة نشر ثقافة الفصل من المنبع للقمامة، إذ إن عظام الحيوانات تمثل 1% من اجمالى كميات القمامة، وقد تم إجراء تجارب عليها لإنتاج محفزات تستخدم فى إنتاج الديزل الحيوي، خاصة مع إدخال عظام الحيوانات مع زيت الطعام المستهلك؛ لإنتاج الديزل الحيوى، إذ أمكن إنتاج «حفازات نانونية» لتكسير المواد الأروماتية، باستخدام الطاقة الشمسية.
وتستطرد أنه بواسطة عظام الحيوانات تم إنتاج مبيد لبعض أنواع الآفات، التى تسبب مشكلات للتنكات المستخدمة فى قطاع البترول، وهذا النوع صديق للبيئة، ويسمى بكتيريا مختزلة للكبريت .
وتردف «نور» أنه يوجد فى مصر 53 مليون طن من المخلفات الزراعية، وجزء بسيط منها يستخدم علفا للحيوان، وإنتاج السماد العضوى، وإنشاء التربة الصناعية، للاستخدام فى زراعات عش الغراب، أما بقية المخلفات فيتم تصديرها للخارج خاصة تفل بنجر السكر، الذى يعد غذاء رائعا للحيوان، لكنه يصدر للخارج.
وتوضح أنه تم إجراء تجارب فى تدوير تلك المخلفات لإنتاج إيثانول حيوى، بينما الفاقد من عملية الإنتاج هذه، أو المخلف منها، أمكن استخدامه فى معالجة المياه الملوثة، وإنتاج وقود صلب.
توضيح.. وتطبيق
وتوضح أنه، على سبيل المثال، فإن الخارج من المولاس، إما مولاس عسل أسود أو مولاس غير صالح للاستخدام، وهذا تم إنتاج كحول منه، كما تمت إضافته لمنقوع الذرة (النشا) لإعادة استخدامه كمصادر لتربية الكائنات الحية الدقيقة، التى تستخدم فى معالجة الملوثات، خاصة المعالجة البيولوجية للتربة الملوثة، بدلا من استخدام المواد الكيماوية.
وتضيف أنه تم تطبيق كل تلك التجارب فى شركات البترول، إذ تمت معالجة كمية وصلت إلى طن من التربة الملوثة، من جراء تنظيف «تنكات» شركات البترول، إذ تمت إعادة زراعة تلك التربة بأشجار ونباتات الزينة.
وتختتم حديثها قائلة: أنا ضد زراعة الجاتروفا أو الجوجوبا لإنتاج الوقود، بل لدينا مخلفات كثيرة، تمثل عبئا بيئيا يمكن تحويله لوقود لحل مشكلات عدة، وكذلك لحماية البيئة من المخلفات، فضلا عن إنتاج أنزيمات محلية بدلا من استيرادها؛ وهى عالية التكلفة، لذلك فإن عملية إعادة التدوير لكل ما هو ملوث للبيئة.. ينقى البيئة، ويوفر الطاقة، ويمنع الاستيراد، ويوفر العملة الصعبة. على حد قولها.