تجربة جديدة وفريدة، للعام الثانى على التوالى تحت رعاية أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وبالتعاون مع 31 جامعة مصرية، من أجل الارتقاء بالمستوى الفكرى والإبداعى للطفل المصري، واكتشاف مواطن التميز لديه فضلاً عن تأهيله سيكولوجيا لاختيار أنسب مجال لدراسته المستقبلية بما يتناسب مع ميوله الحقيقية، وعلى الرغم من حداثة التجربة..إلا أنها استطاعت أن تثبت نجاحها وتفوقها فى جذب أعداد من طلبة المدارس للالتحاق بها وفى هذا الإطار عقدت نوادى علوم «الأهرام» ندوة متخصصة لتناول مستجدات هذا المشروع المهم.
……………………………………………………..
فكرة جامعة الطفل
يقول د.محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى إن الطفل يخوض التجربة على مدار أسابيع معدودة فى السنة، حيث يتاح له إجراء كل التجارب التى يصعب إجراؤها فى المدارس لعدم توافر المعامل والأدوات المناسبة، ويضيف أن جامعة الطفل هى مشروع تعليمى منتشر فى العديد من دول العالم، والذى يتيح إمكانية التفكير العلمى النقدى التفاعلى والإبداعى عبر إتاحة الفرصة لتدريب الأطفال فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، فيؤهلهم للتواصل مع الأساتذة الجامعيين والعلماء، ويتيح لهم فرص دخول المعامل والتدريب ويزيد من قدراتهم العقلية والإبتكارية.

وتتمثل أهداف جامعة الطفل فى إعداد الأطفال المصريين من أجل المستقبل باعتبارهم أدوات التغيير القادرين على مواجهة التحديات المختلفة وتشكيل العالم من خلال تنمية القدرات الإبداعية والابتكارية وبناء عقول الأطفال المصريين؛ وكذلك العمل على تعزيز اهتمامهم بالعلوم من خلال تأكيد أهمية البحث العلمى وتطوير المهارات العلمية، حيث يلحق بالبرنامج الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 18 عام من كافة مدارس الجمهورية وفى العام الماضى استقبلنا قرابة 3 آلاف طفل ومع بداية هذا الصيف سيكون العدد الكلى الملتحق بمشروع جامعة الطفل 6 آلاف طالب من مختلف محافظات الجمهورية.
الهدف من التجربة
ويقول د. جينا الفقى المنسق العام لمشروع جامعة الطفل بأكاديمية البحث العلمى إن المنهج الدراسى للعلوم فى مصر يقتصر على مجموعة من الحقائق والأفكار التى تطرح بصورة نمطية معتمدة على مناهج تقليدية وأسلوب دراسى قوامه الحفظ للامتحان دون إتاحة الفرصة الحقيقية للطالب لكى يقوم بإجراء التجارب والأبحاث اليدوية والتى يكتسب من خلالها المهارات الاتصالية الخاصة بالعلوم، ومصر الآن فى أمس الحاجة لتعزيز تلك البرامج الخاصة لاسيما المرتبطة بتدريس مناهج العلوم، فضلاً عن كونها عاملا مساعدا للارتقاء بمستوى طلاب المدارس الذين يمثلون علماء وباحثى المستقبل.
وتضيف أن لتجربة جامعة الطفل دوراً حضارياً وثقافياً كبيراً فى جعل الأنشطة الثقافية والفنية جزءاً لا يتجزأ عن ثوابت العملية التعليمية، ونتطلع من خلال التجربة إلى الاحتفاء بجيل جديد واعد يعيد للوطن شموخه وتألقه ووعيه، ويسهم فى إعداد أجيال مبدعة تمثل أدوات للمستقبل من المعنيين ببناء مصر الحديثة، وكذلك العمل على ترسيخ مبدأ أن الجامعة قلعة من قلاع الإبداع والفكر وليست صرحا للتلقين والحفظ، حيث تتشكل فيها أحاسيس الطلاب ليكونوا أكثر تفهما وتفاعلاً ووعياً.
ويؤكد د. محمود صقر أنه لا توجد شروط خاصة لإلحاق الطفل بالجامعة، وأن التقدم للمنحة يكون فى شهر مارس من كل عام ومن خلال الموقع الرسمى للأكاديمية لثلاث فئات عمرية، ويوضح أن التجربة التى أثبتت نجاحها العام الماضى بالنسبة لتأهيل الطلاب، أضيف لها العام الحالى كورس تدريبى خاص لآباء وأمهات كل طفل متدرب، حيث يتم إرشادهم وتوجيههم على كيفية التعامل مع أطفالهم لتنمية مهاراتهم فى البيت.
ويوضح أن جامعة الطفل وضعت أهدافا تربوية خاصة من أجل إعداد الأطفال لمواجهة التحديات المستقبلية، وتعزيز الاهتمامات طويلة المدى لديهم الخاصة بعملية التعلم، بالإضافة إلى تعزيز احترام الذات والثقة وبناء الشخصية السوية، كذلك اكتشاف المبتكرين والمخترعين من الطلاب واحتضانهم وتقديم الدعم الفنى والمادى لهم، ومساعدتهم على تحديد الأهداف المستقبلية وتأكيدها عليها والإصرار على تحقيقها، فضلاً عن ضمان إتاحة كافة الأنشطة التعليمية ذات الجودة المرتفعة لكل طفل بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية وزيادة وعيه الخاص بالفوائد والفرص الخاصة بالتعليم العالي، لاسيما بالنسبة للطلاب الذين يمثلون قطاعات المجتمع الأقل حظا ويواجهون صعوبات تعليمية واجتماعية واقتصادية والأطفال فى المناطق الريفية وصعيد مصر، وكذلك تشجيع أساتذة الجامعات على المشاركة التطوعية فى الأنشطة التى تخدم المجتمع، من أجل دعم وتطوير مهارات التدريس وإتاحة المعلومات فيما بين المعلمين داخل النطاق الواحد على كيفية تبسيط المواد التعليمية.