معهد بحوث الإلكترونيات ينظم ورشة عمل حول الانبعاثات الكربونية

أكد د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي على اهتمام الوزارة بملف التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن هذا الملف حظى باهتمام الجامعات، والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، لاسيما خلال فترة استضافة جمهورية مصر العربية لفعاليات الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 27″، والتى عقدت في نوفمبر 2022 بمدينة شرم الشيخ، موضحًا أهمية المشروعات البحثية التي تهدف إلى مُجابهة ما يتبع التغيرات المناخية من تأثيرات ومخاطر وتهديدات مُحتملة كالانبعاثات الكربونية.

وفي هذا الإطار، نظم معهد بحوث الإلكترونيات ورشة عمل حول الانبعاثات الكربونية بعنوان “تقييم الانبعاثات الكربونية والخطط الموضوعة لتخفيض الانبعاثات الكربونية”، تحت رعاية د. شيرين عبدالقادر محرم رئيس المعهد، وبحضور كافة أعضاء المعهد من الكادر البحثي والإداري، وذلك بمقر المعهد بالنزهة الجديدة.

وصرحت د. شيرين عبدالقادر بأن تنظيم الورشة جاء في إطار اعتبار التنمية المستدامة من أهم أهداف معهد بحوث الإلكترونيات، والتى تشكلت من خلال وضع إستراتيجية عامة للبحوث التطبيقية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، والنهوض بالعمل البحثي، مشيرة إلى أن المعهد ينمي أبحاثه ودراساته العلمية في مجال البحوث التطبيقية من خلال الجمع بين المسؤولية والابتكار، وإحداث تأثير اجتماعي إيجابي، مع ضمان توافق البحث العلمى مع بيئة نظيفة خضراء ومستدامة.

وأضافت رئيس المعهد أن الورشة تضمنت ثلاث محاضرات، وهى: (تغيير المناخ: الحوكمة والحلول)، (التوعية بالبصمة الكربونية والبصمة المائية للأنشطة المختلفة والتعريف بأهم المصطلحات العلمية المتعارف عليها لحسابات البصمة البيئية)، (حساب البصمة الكربونية من مصادر مختلفة خلال المرحلة التشغيلية لمعهد بحوث الإلكترونيات عن عام 2022).

وأوضحت د. شيرين أن من أهم أهداف تلك المحاضرات تقديم الوعي البيئي بأسباب تغيير المناخ ومخاطره وكيفية مواجهته والعمل على ترشيد الاستهلاك، وكذا التوعية بالبصمة الكربونية والبصمة المائية للأنشطة المختلفة والتعريف بالمصطلحات العلمية المرتبطة بموضوع الورشة مثل الغازات الدفيئة والمناخ والاحتباس الحراري، كما تم تقديم شرح لكيفية ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة والتأثيرات البيئية والاقتصادية المرتبطة بعملية التغير المناخي في مصر والعالم، فضلًا عن تناول الطرق المختلفة لتقليل هذه الانبعاثات، كما تم توضيح طرق الربط بين حسابات البصمة البيئية – التي تساعدنا على حساب مساحة الأرض التي تتطلبها حياة الفرد – حيث أنه كلما زادت قيمة البصمة البيئية يدل ذلك على استنزاف الفرد للموارد المتاحة، التي أصبحت أكبر مما تتحمله الأرض.

ووجهت رئيس المعهد، السادة الباحثين بالاهتمام بالأبحاث والمشروعات الخضراء، واستعرضت العديد من المشروعات التي تم الانتهاء منها، مثل مشروعات تصنيع الألواح الشمسية، ومشروع شبكة مجسات لاسلكية لزراعة أفضل، ومشروع جهاز محمول للتسخين الموجه للقضاء على سوسة النخيل الحمراء وغيرها، وإنشاء معمل إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، فضلًا عن اتخاذ العديد من الإجراءات الإدارية التي تمت ومنها تفعيل الدورة المستندية الرقمية تمهيدًا للتحول الكامل للمستندات الرقمية، وفصل المخلفات من المنبع لسهولة تدويرها، واستخدام كشافات الليد بمجسات للحركة للإضاءة، وإنشاء محطتي طاقة كهروضوئية وربطهما بشبكة الكهرباء، واستخدام نظام BMS للتحكم والمراقبة على مدار الساعة للحد من استهلاك الطاقة، وتقليل الانبعاثات الكربونية للأنظمة كثيفة الاستهلاك.

وخلال فعاليات الورشة، تم التعريف بماهية تغيير المناخ وأسبابه والخطوات السياسية المتخذة على مستوى العالم، والمؤتمرات الدولية للأطراف من مؤتمر كيوتو الي مؤتمر شرم الشيخ مرورًا باتفاقية باريس، بالإضافة إلى عرض الخطوات التي اتخذتها مصر لمواجهة تغيير المناخ، ومناقشة الإستراتيجية الوطنية لتغيير المناخ، حيث تم التعريف بأهم بنود إستراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030، والتى تنص على أنه بحلول عام 2030 يكون البعد البيئي محورًا أساسيًا في كافة القطاعات التنموية والاقتصادية، كذلك تم عرض كيفية مشاركة المجتمع المدني والأفراد، ودور البحث العلمي في حل مشكلة تغير المناخ.

كما تم عرض مخرجات التقرير الأول لحسابات البصمة الكربونية للمعهد عن عام 2022، والذي يعد من أهم التدابير التى اتخذها معهد بحوث الإلكترونيات؛ للمساهمة فى تقليل التلوث الكربوني، حيث تناولت الورشة حساب إجمالي انبعاثات الكربون التي تم خفضها من خلال تنفيذ المعهد لنظام الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء ومن خلال تنفيذ المعهد لنظام الغطاء الأخضر والأشجار المزروعة المكون الرئيسي لامتصاص الكربون.

وفي ختام فعاليات الورشة، وجهت د. شيرين الشكر للسادة المحاضرين من المركز القومي للبحوث الذين حاضروا في فعاليات الورشة، مؤكدة أهمية المناقشات التي تمت خلال الورشة وأثرت الموضوعات المطروحة بالعديد من الأفكار والحلول لمجابهة الانبعاثات الكربونية.

حاضر في الورشة من المركز القومي للبحوث، د. عبدالحميد عوض رئيس معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية سابقًا، د. حنان سيد عبدالرحمن أستاذ تكنولوجيا معالجة المخلفات معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية، د. محمد عيد أستاذ باحث مساعد معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية.